المحتوى الإعلامي
- صور (1)
- السودان تجدد الأمل في السلام بعد أعوام من الاضطرابات: الطريق إلى التعافي
- الجميع (1)
السودان تجدد الأمل في السلام بعد أعوام من الاضطرابات: الطريق إلى التعافي
قد تكون عوامل مثل الحروب الأهلية والفيضانات القاتلة وجائحة كوفيد-19 أدت إلى إنهيار وتعطيل اقتصاد السودان، إلا أن رياح التغيير قد ساعدت الدولة على المُضي قدمًا في خطط التقدم
ففي حين يعاني العالم من الآثار المدمرة لجائحة كوفيد 19- واجهت السودان التي مزقتها الحروب وضعًا كارثيًا مختلفًا فكان عليها مجابهة: فيضان مدمر اجتاح البلاد في شهر يوليو 2020. والذي يُعد واحدًا من أسوأ الفيضانات على مدى أكثر من ثلاثة عقود، فقد أدت السيول إلى حدوث انهيارات أرضية راح ضحيتها أكثر من 100 شخص، ودمرت أكثر من 110,000 منزلاً وأضرت بمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، مما أدى بحكومة السودان لإعلان حالة الطوارئ الوطنية (https://wapo.st/3cUmkYB) في البلاد لمدة ثلاثة شهور بدءًا من شهر سبتمبر.
لقد أدى تدمير المزارع تحديدًا، وعلى الأخص في ظل مشاكل الأمن الغذائي التي تواجهها البلاد إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية مثل الخبز والسكر. وقد أضافت النزاعات السياسية والحدودية لتأزم الموقف في البلاد إذ أن 47% (https://bit.ly/3cVrWSx) من السكان يعيشون تحت خط الفقر وبلغ الدين العام 60 مليار يورو في عام 2019، أكثر من ضعف حجم اقتصاد الدولة.
تهيئة الأجواء للتعافي الاقتصادي
قد يُشكّل التحدي المزدوج المتمثل في حدوث فيضان أثناء تفشي الوباء إلى تأخير خطط التنمية في السودان– لكن التوصل لاتفاق السلام والشراكات المحلية وزيادة التواصل مع العالم ساعدت الدولة التي مزقتها الحرب في الوقوف على قدميها من جديد.
ولقد تضاعف أثر تلك التطورات الإيجابية بسبب رفع العقوبات الاقتصادية الضخمة في عام 2020، فخروج السودان مؤخرًا من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب –أتاح لها إمكانية تخفيف عبء الديون والحصول على التمويل الأجنبي الذي تحتاجه البلاد لأقصى درجة.
وكان لذلك تأثيرًا إيجابيًا مباشرًا على استثمارات الدولة: فلقد نمت الاستثمارات الأجنبية المباشرة بمقدار 190.7 مليون دولار أمريكي (157 مليون يورو) (https://bit.ly/3rSa9Qf) في سبتمبر 2020، مقارنة بزيادة قدرها 116.3 مليون دولار أمريكي (95,8 مليون يورو) في الربع السابق من السنة. ومن المتوقع أن يستمر هذا الزخم التصاعدي، مع توقع أن تصل الاستثمارات الخارجية المباشرة إلى 253.16 مليون دولار أمريكي (208.5 مليون يورو) (https://bit.ly/3us77nC) هذا العام.
وقد أوضح السيد عادل مصطفى، المدير الإقليمي في شركة دي اتش ال إكسبرس ودي اتش ال جلوبال فورواردنج بالسودان الموقف قائلاً "أدى تقادم البنية التحتية ونقص الاستثمار إلى تباطؤ التنمية، ولكن الحكومة تبذل قصارى جهدها لتحسين اتصال البلاد بالعالم على نطاق أوسع، خاصة الآن مع رفع العقوبات".
فشركة دي اتش ال مستمرة في تقديم خدمات التوصيل والخدمات اللوجستية والإغاثة في المنطقة منذ عقود، وتعمل جنبًا إلى جنب مع وكالات الإغاثة للتعامل مع إمدادات الإغاثة ونقلها مثل الأدوية والغذاء والماء، وقد أُصدر مؤخرًا أحدث مؤشر للارتباط العالمي لشركة دي اتش ال (GCI)، والذي يدل على أن التدفقات الدولية ساعدت في التخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية بين عامي 2017 و 2019. وقد انكمش الناتج المحلي الإجمالي للسودان إلى حد كبير خلال تلك الفترة، ولكن الواردات وغيرها من التدفقات الداخلية ظلت ثابتة بشكل جيد نسبيًا.
يقيس مؤشر الارتباط العالمي تطور التجارة ورأس المال والمعلومات وتدفقات الأفراد على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية – ويصنف السودان من بين أعلى عشر دول في تحقيق مكاسب في درجة الترابط. إذ سجلت السودان وأوزبكستان أعلى زيادة بنسبة +10 عن المؤشر السابق في عام 2017.
وتُسلط أحدث البيانات الضوء على النمو الإيجابي لواردات السودان، التي ارتفعت بنسبة 11.9 (https://bit.ly/2OnzbZO) في المائة على أساس سنوي في سبتمبر 2020. وبالإضافة إلى ذلك، فقد شهدت أحجام التداول (https://bit.ly/3rP81sF) في سوق الأسهم السودانية نموًا في السنوات الأخيرة.
فعلى الرغم من أن الوضع السياسي والاقتصادي والإنساني في السودان لا يزال هشًا، تظل آفاق البلاد إيجابية، وهو ما عززته موافقة (https://bit.ly/3unfPDB) صندوق النقد الدولي في 5 مارس على المراجعة الأولى لبرنامج مراقبة الموظفين بالسودان (SMP) وهو اتفاق غير رسمي بين سلطات الدولة وموظفي صندوق النقد الدولي لمراقبة تنفيذ البرنامج الاقتصادي الذي وضعته السلطة السياسية.
وهنا تجدر الإشارة أيضًا إلى صفقة فبراير 2019 التي تنص على تخصيص 300 مليون دولار أمريكي لخطة مدتها 10 سنوات لتطوير مرافق بورت سودان، جنبًا إلى جنب مع الميناء الجديد المخصص لشحن الماشية في مدينة حيدوب الساحلية جنوب بورت سودان الذي شيّدته دولة الصين (https://bit.ly/3cTbDW7) ويوشك بالفعل على الانتهاء.
ذلك، بالإضافة إلى منطقة التجارة الحرة الجديدة للقارة الأفريقية AfCFTA (https://bit.ly/3sVz9aK)، يبشر بالخير للتجارة المستقبلية في المنطقة. فبفضل موقعها الاستراتيجي، تحظى دولة السودان أيضًا بفرصة سانحة في أن تكون مركزًا لوجستيًا رائدًا في المنطقة. وقد أوضح السيد هيني هيمانز، الرئيس التنفيذي لشركة دي اتش ال إكسبرس جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا، أن البلاد في مكانة جيدة تمكنها من تسهيل توزيع البضائع على البلدان المجاورة غير الساحلية ومنها على سبيل المثال دول تشاد ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.
التغلب على الجائحة
ومع ذلك، لكي تصل الدولة لأعلى طموحاتها، فإنها بحاجة أولاً إلى بذل كل ما في وسعها للتغلب على الوباء.
في أوائل مارس، بدأ السودان في تلقيح العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية ضد فيروس كورونا بعد تلقي الدفعة الأولى من جرعات لقاح استرازينيكا البالغة 828,000 جرعة قبل أسبوع. ووفقًا لتصريحات مسؤولو الصحة، فإن هذا سيغطي 414,000 من العاملين في مجال الرعاية الصحية بالخطوط الأمامية في جميع أنحاء البلاد.
في سبيل الاستعداد لمجابهة الجائحة، قدمت دي اتش ال إكسبرس ودي اتش ال جلوبال فورواردنج بالسودان الاستشارات للحكومة المحلية بشأن الإجراءات والأطر الرئيسية المشاركة في تقديم اللقاحات. وهذا يشمل المشورة بشأن تقنيات المناولة والخطط اللوجستية وحلول التوصيل الفعالة لدعم توزيع اللقاح في جميع أنحاء البلاد.
"في السودان، تقدم شركة دي اتش ال أكثر من مجرد التوصيل؛ فنحن نساعد في إنقاذ الأرواح، وقد أنشأنا علاقات قوية بين الحكومة وجميع القطاعات الصناعية ذات الصلة، لضمان التسليم السلس والآمن لجميع البضائع المشحونة، بما في ذلك الإمدادات الطبية أثناء الجائحة "، ويؤكد السيد مصطفى "إن التعاون الوثيق مع شبكتنا اللوجستية العالمية وإقامة الشراكات الصحيحة مع شركائنا المحليين على الأرض سيلعب دورًا رئيسيًا في دفع البلاد إلى الأمام، خاصة في مثل هذه الأوقات العصيبة."
ويضيف السيد هيمانز، "نحن على ثقة من أن السودان لديه ما يلزم للنجاح في انتقاله بشكل جذري جغرافيًا وثقافيًا، وتظل دي اتش ال بوصفها شبكة للأعمال التجارية على استعداد لتقديم كل الدعم اللازم للسودان للوصول إلى طريق التعافي والنمو هذا."
زعتها APO Group نيابة عن Deutsche Post DHL.